فيتامين دال ...(( أيها المكتئبون )) !!
د.أنوار بنت عبد الله أبو خالد
أؤكد ومن خلال خبرتي مع مرضاي الذين يراجعونني في العيادة ، أن كثيرا منهم خصوصا المكتئبات منهن والسوداويات والوسواسيات عندما طلبتُ منهم إجراء فحص لمستوى فيتامين دال ، وجدت انهم لا يتجاوزون معدل العشرة في حين ان المعدل الطبيعي يجب الا ينزل عن معدل ثلاثين إلى سبعين !!
ومن الصعب ان نرى ما يحدث حولنا من انتشار رهيب لأمراض نفسية او عقلية ، كمرض الفصام او ثنائية القطب، او الاكتئاب او القلق أو الأمراض العصابية الأخرى ثم نقوم بإرجاع الأمر الى الوراثة أو سوء التنشئة أو الاضطهاد، أو الخوف أو ضغوطات الحياة أو غير ذلك ، ثم نتجاهل سببا قويا نغفل عنه كثيرا وهو سوء التغذية والحرمان الواضح من بعض الفيتامينات
!!.. دعونا نركز الحديث اليوم على الفيتامين (دال) ، هذا الفيتامين الذي اهتم به العلماء والأطباء في الفترة الأخيرة وخرجت البحوث والدراسات الحديثة التي تؤكد ان نقص هذا الفيتامين يعد من الأسباب الرئيسة في الإصابة بمرض الفصام العقلي ، وكذلك من أسباب الاكتئاب العارض والوساوس القهرية والهلاوس البصرية والسمعية والثشويش ، وكذلك من أسباب ضمور المخيخ ومرض الزهايمر ومرض التصلب اللويحي ، بل إن نقص فيتامين دال هو من أسباب اهتزاز جهاز المناعة وانعكاسه على نفسه فيهاجم بعض الأجهزة الحيوية كالبنكرياس فيسبب السكر ، وكالخلايا الصبغية فيسبب البهاق ، وكبصيلات الشعر فيسبب الصلع
وهكذا ، بل وجد أن كل خلية في الجسم البشري لها مستقبلات خاصة بفتامين دال ما يعني ان كل خلية تحتاج هذا الفيتامين ولا تستغني عنه..
وأعرف صديقة لي كانت تشكو من ألم في العضلات والمفاصل وآلام رهيبة في أسفل الظهر وكان ضغطها لا ينضبط أبدا ، وعندما عرضت نفسها على طبيب خبير قال لها : صدقيني لا ينقصك إلا فيتامين دال ، وبعد جرعات مركزة لمدة شهر واحد فقط ذهبت كل آلامها ولانت مفاصلها واعتدل ضغطها بشكل لا يصدق !! .. والأعجب من هذا ما يقوم به هذا الفيتامين الذي يتحول في الجسم إلى هرمون حيوي يساعد في القضاء على الالتهابات والجراثيم وفي القضاء على الخلايا الشاذة السرطانية قبل استفحالها، وفي القضاء على الثعلبة والذئبة الحمراء ..
لكن بحمد الله سرعان مايمكن تعديل هذا الخلل من خلال جرعات كبيرة مركزة على شكل حبوب أو نقاط أو حتى حقن عضلية
، تؤخذ لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط حتى لا يحصل التسمم بسبب التراكم ، ويحصل بعد ذلك التشافي الذي ربما استغرق
نصف سنة إلى عشرة أشهر ، يحس الإنسان بعدها انه قد ولد من جديد ، خصوصا وان الجرعة الموصى بها يوميا قد تم رفعها
من (400 وحدة دولية الى 800 وحدة ) بسبب ان أكثرنا لا يتعرض للأشعة فوق البنفسجية التي لا تتواجد الا في ساعات
الصباح الاولى، او قبل غروب الشمس ، إضافة إلى
قلة تناولنا للمأكولات البحرية خصوصا السلمون والتونة وزيت كبد الحوت
، وبالتالي فنحن عرضة لهذا النزول الخطير ، ما يعود علينا بهذه الأمراض العقلية والنفسية والعصبية والجسدية وأمراض هشاشة العظام والنقرس والتهاب المفاصل ، صحيح انه ليس السبب الوحيد ، لكنه سبب جوهري لا يستهان به ...وعلى دروب الخير نلتقي .