إضافة الشيئ إلى غير الله بلولا هل هو جائز أو لا ؟ العلامة العثيمين
[b]
[b][size=21]إضافة الشيئ إلى غير الله بلولا هل هو جائز أو لا ؟ العلامة العثيمين
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين:
ـ أن ينسبه إلى من ليس سببا له، فهذا شرك إما أصغر وإما أكبر ،فإذا نسبه إلى ميت في قبره قال :لولا فلان لم يحصل كذا وكذا، أو لولا فلان لحصل كذا وكذا. فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أ ن للأموات تأثيرا في الحوادث وهذا شرك .
ـ وقد يكون أصغر كما لو نسبه إلى غير سبب شرعي أو حسي لكنه لايصل إلى حد الأكبرمثل قول القائل :
لولا البط لأتى اللصوص، هذا شرك أصغر ولا يخرج عن الملة.
ـ أن يضيفه إلى السبب المعلوم شرعا أو حسا وحده فهذا لا بأس به و لاحرج فيه مثل أن تقول :
لولا شربي الماء لعطشت ،لولا أكل السحور لجعت هذا لا بأس به و لاحرج
.وتقول أيضا لولا أني درأت الحادث لأصبت به وما أشبه ذلك فهذا لا بأس . لكن يشترط في هذا أن تضيفه إليه إضافة السبب إلى المسَّبب لا إضافة المحدِث إلى الحادث ،ومن ذلك قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في عمه أبي طالب لما ذكر أنه في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه قال: ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.
وابن القيم في نونيته المشهورة يقول في الصحابة :
ولو لاهم ما كان في الأرض مسلمُ ولو لاهمُ كادت تميد بأهلها
ولكن رواسيها وأو تادها همُ
وعلى كل حال نحن نذكر كلام ابن القيم رحمه الله للاعتضاد، والاستشهاد ،لا للاعتماد لماذا؟ لأنه غير معصوم.
ـ أن يقول لولا ويضيفه إلى السبب المعلوم شرعا أو حسا مع الله مقرونا بالواو فهذا شرك وقد يكون أكبر وقد يكون أصغر مثل:
لولا الله وزيد لغرقت يقوله في زيد الذي أنقذه من الغرق، فإن هذ شرك إما أصغر وإما أكبر
إن كان هذا القرن مجرد قرن لفظي فهو شرك أصغر .وإن كان هذا القرن يعتقد أن هذا المنقذ مساو لله تعالى في إنقاذه أو أعظم من الله فهذا شرك أكبر.
ـ أن يقرن ذلك مع الله بما يدل على التعقيب بمهلة مثل:
لولا الله ثم فلان فهذا جائز لا بأس به بشرط أن يكون فلان سببا حقيقيا شرعيا أو حسيا فهذا جائز.
ـ فإن قرنه بحرف يقتضي الترتيب و التعقيب مثل:
لولا الله ففلان فهذا محل نظر ،لأنه لم يضفه إلى الله وإلى غيره بالواو ولم يضفه إلى الله وغيره بثم فكان مترددا بين هذا وهذا، ولا شك أن الأفضل تجنبه إنما الجزم بأنه حرام لانجزم بأنه حرام .
ـ أن يضيفه إلى الله مشيرا إلى السبب : لولا أن الله قيّض لي فلانا لغرقت مثلا ،لولا أنا الله قيض لي المعلم ما تعلمت ،وما أشبه ذلك .فتجعل الأصل هو الله عز وجل .
ـ أن يضيفه إلى الله وحده :مثل لولا الله ما اهتدينا.
من شرح صحيح البخاري كتاب التمني و الإعتصام بالكتاب والسنة ش 1 /ب .
منقول