الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات يسّر بفضله ومنته حفظ كتابه لمعشرالأخوات والنساء الطيّبات
فرأينا فيهنّ تحقيق موعود الله بتيسير القرآن للحفظوالذّكر ، كما قال عزّ وجلّ :
"ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" .
أما بعد فيا حافظة القرآن ،،،
هنيئا لكِ فقد استعملك الله لحفظ كتابه فيالأرض فكنتِ ممن حقق الله بهم موعوده في قوله :
"إنا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون ."
يا حافظة القرآن ،،
لا تستقلّي ما فعلت فإنّ ما بين جناحيك هو العلمقال الله تعالى :
( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)
يا حاملة القرآن أنت المحسودة بحقّ ، المغبوطة بين الخلق
حسدكِ هو الحسد الجائز قال النبي صلى الله عليه وسلم :
": لاتَحَاسُدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُآنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَهُوَ يَقُولُ لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَاأُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ عَمِلْتُ فِيهِمِثْلَ مَا يَعْمَلُ" رواه البخاري 6974
والحسد الجائز هو الغبطة وهي تمنيمثل ما للغير من الخير دون تمني زوال النعمة عنه .
يا حافظة القرآن ويا أترجّة الدنيا،،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَاطَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ". رواه البخاري رقم 5007 ومسلم 1328
وعنون عليه فيصحيح مسلم باب فضيلة حافظ القرآن
قوله : ( طعمها طيب وريحها طيب ) خص صفةالإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالرائحة ( لأنّ الطّعم أثبت وأدوم من الرائحة)
والحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعموالريح:
لأنه يتداوى بقشرها
ويستخرج من حبها دهن له منافع
وقيل إن الجن لا تقربالبيت الذي فيه الأترج
فناسب أن يمثّل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين
وغلافحبِّه أبيض فيناسب قلب المؤمن
وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرهاوتفريح لونها ولين ملمسها
وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة وجودة هضم ودباغ معدة .
ياحافظة القرآن أتدرين أين رتبتك؟
روت عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُالْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ "
والسفرة : الرسل , لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله , وقيل : السفرة : الكتبة
والبررة : المطيعون , من البر وهو الطاعة , والماهر : الحاذق الكامل الحفظالذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة بجودة حفظه وإتقانه
قال القاضي : يحتمل أنيكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة , لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى
قال : ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهموسالك مسلكهم
والماهر أفضل وأكثر أجرا ; لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة , ولم يذكر هذه المنزلة لغيره , وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظهوإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه والله أعلم .
عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَتُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا . "
رواه الترمذي 2838 وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
قوله : "يقال" أي عند دخول الجنة ( لصاحب القرآن ) أي من يلازمه بالتلاوة والعمل "وارق"أي أصعد إلى درجات الجنة "ورتل " أي اقرأ بالترتيل ولا تستعجل بالقراءة " كماكنت ترتل في الدنيا " من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف " فإن منزلتك عند آخر آيةتقرأها"
قال الخطابي : جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة فيالآخرة , فيقال للقاري أرق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفىقراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة , ومن قرأ جزءا منه كانرقيه في الدرج على قدر ذلك , فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة .
ياحافظة القرآن هنيئا لك فقد عمرت قلبك بكلام الله وأقبلت على مأدبته
عَنْعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ :"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُاللَّهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي لا أَعْلَمُ شَيْئًا أَصْفَرَمِنْ خَيْرٍ مِنْ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَإِنَّالْقَلْبَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ خَرِبٌ كَخَرَابِالْبَيْتِ الَّذِي لا سَاكِنَ لَه"ُ . رواه الدارمي 3173
يا حاملة القرآن مبارك عليك ومبارك لك إن أخلصت الآن
نجوت بحفظكِ من عذاب النيران
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَايَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْمَصَاحِفُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يُعَذِّبَقَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ" . رواه الدارمي 3185
يا حاملة القرآن هنيئا لك بشفاعة كتاب الله فيك
وحليّك يوم القيامة إن ثبتّ أعظم مما تلبسين الآن
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ "يجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِفَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ فَيُلْبَسُ حُلَّةَالْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ فَيَرْضَى عَنْهُ فَيُقَالُلَهُ اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً"رواه الترمذي 2839 وقالهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
يــــا أم حافظة القرآن هنيئا لك بابنتك
وعن بريدة رضي الله عنه قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : " تَعَلَّمُوا سُورَةَالْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا يَسْتَطِيعُهَاالْبَطَلَةُ ( أي السحرة ) قَالَ ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ تَعَلَّمُواسُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلانِصَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِأَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَالْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُلَهُ هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ لَهُ هَلْ تَعْرِفُنِيفَيَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِيأَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْوَرَاءِ تِجَارَتِهِ وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَىالْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُالْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُالدُّنْيَا فَيَقُولانِ بِمَ كُسِينَا هَذِهِ فَيُقَالُ بِأَخْذِ وَلَدِكُمَاالْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِوَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلا . "
رواه الإمام أحمد 21892 وحسنه ابن كثير وهو في السلسلة الصحيحة للألباني 2829
يا حافظة القرآن إن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها
عَنْأَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "تَعَاهَدُواالْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ الإِبِلِفِي عُقُلِهَا"رواه البخاري 4645
قوله ( تعاهدوا ) أي استذكروا القرآنوواظبوا على تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به لا تقصروا في معاهدته واستذكروه…
من شأن الإبل تطلب التفلت ما أمكنها فمتى لم يتعاهدها برباطها تفلتت ، فكذلك حافظالقرآن إن لم يتعاهده تفلت بل هو أشد في ذلك . وقال ابن بطال هذا الحديث يوافقالآيتين : قوله تعالى ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) وقوله تعالى : ( ولقد يسرناالقرآن للذكر ) فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسّر له ومن أعرض عنه تفلت منه
. فتح الباري .
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْتَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ وَإِنْ أَطْلَقَذَهَبَتْ" . رواه البخاري 464
فيا حافظة القرآن لا تزحزحي نفسك عن هذه الرتبة العالية بعد إذ نلتيها
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : " اختلفالسلف في نسيان القرآن فمنهم من جعل ذلك من الكبائر ، قال الضحاك بن مزاحم : ما منأحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه لأن الله يقول : ( وما أصابكم من مصيبةفبما كسبت أيديكم ) ونسيان القرآن من أعظم المصائب …
وجاء عن أبي العاليةرحمه الله : كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه . وإسناده جيد .
ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآنكانوا يكرهونهويقولون فيه قولا شديدا … والإعراض عن التلاوة يتسبب عنه نسيان القرآن ونسيانه يدلعلى عدم الاعتناء به والتهاون بأمره … وترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلىالجهل والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد .
وقال إسحاق بن راهويه : " يكره للرجل أنيمر عليه أربعون يوما لا يقرأ فيها القرآن . " أهـ
يا حافظة القرآن قومي به وأكثري درْسه تعيشي به
قال الذهبي في السّيَر : قال أبو عبد الله بن بشر : ما رأيت أحسن انتزاعا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد وكان جارنا وكانيُديم صلاة الليل والتلاوة فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه .
ياحافظة القرآن ما دمت حفظتيه في قلبكِ فاحفظي به جوارحك
قال القرطبي رحمهالله في تفسيره : يجب على حامل القرآن وطالب العلم أن يتقي الله في نفسه ويخلصالعمل لله فإن كان تقدم له شيء مما يكره فليبادر التوبة والإنابة وليبتدئ الإخلاصفي الطلب وعمله ، فالذي يلزم حامل القرآن من التحفظ أكثر مما يلزم غيره كما أن لهمن الأجر ما ليس لغيره.
يا حاملة القرآن لا يغرنّك الحفظ فتتركي العمل
فقد وقع في رواية شعبة عنقتادة " المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به مع السّفرة الكرام البررة " وهي زيادةمفسرة للمراد وأن التمثيل وقع بالذي يقرأ القرآن ولا يخالف ما اشتمل عليه من أمرونهي وليس التلاوة فقط .
يا حاملة القرآن اقدري مكانة الذي في صدركِ وأعطيه حقّه ومنزلته
وكما ارتقيت إلى المنزلة العالية بحفظه فعليك في المُقابل مسؤوليةوواجبا يوازي ذلك . إنّ الحفظ ليس نيشانا يُعلّق ولا شهادة تُزوّق ولا مكافآتتُفرّق لكنه أمانة يجب القيام بحقّها .
ينبغي لحامل القرآن أن يكون علىأكرم الأحوال وأكرم الشمائل
قال الفضيل بن عياض : حامل القرآن حامل رايةالإسلام لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغوتعظيما لحق القرآن .
إنّه ثابت الجنان قائم بالحق ، ولما حارب المسلمونمسيلمة الكذّاب وقُتل حامل رايتهم زيد بن الخطاب رضي الله عنه تقدّم لأخذها سالممولى أبي حذيفة فقال المسلمون يا سالم إنا نخاف أن نُؤتى من قبلك فقال : بئس حاملالقرآن أنا إن أتيتم من قِبَلي ، فقطعت يمينه فأخذ اللواء بيساره فقطعت يسارهفاعتنق اللواء وهو يقول : ( وما محمد إلا رسول ) ، ( وكأين من نبي قاتل معه ربيونكثير ) ، فلما صرع قيل لأصحابه ما فعل أبو حذيفة قيل قتل . " الجهاد لابن المبارك
يا حاملة القرآن إياكِ والتكبّر على من ليس بحافظ
فلربما أفلح المقلّ المعذور وخسر الحافظ المغرور
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَتَىرَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَقْرِئْنِي يَارَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَاتِ فَقَالَ الرَّجُلُكَبِرَتْ سِنِّي وَاشْتَدَّ قَلْبِي وَغَلُظَ لِسَانِي قَالَ فَاقْرَأْ مِنْ ذَاتِحم فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى فَقَالَ اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْالْمُسَبِّحَاتِ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ وَلَكِنْأَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةً جَامِعَةً فَأَقْرَأَهُ إِذَا زُلْزِلَتْالأَرْضُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ الرَّجُلُ وَالَّذِي بَعَثَكَبِالْحَقِّ لا أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ أَفْلَحَالرُّوَيْجِلُ .
رواه أبو داود 1191 ورجاله ثقات وعيسى بن هلال الصدفي وثّقه ابنحبّان وقال الحافظ في التقريب : صدوق وقال البخاري وأبو حاتم لا يصح حديثه ولعلهلأجل هذا أورده الألباني في ضعيف سنن أبي داود 300
يا حاملة القرآن لاتنتظري من الناس ثناء ولا تقديرا وجاهدي أن لا تتأثّري بمدحهم وإطرائهم إخلاصا لله
نعم يجب عليهم أن يوقروا حاملة القرآن لأنّ في جوفها كلام الله وإن منإجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه قال ابن عبد البَرّرحمه الله : وحملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله المعظّمون كلام الله المُلبسوننور الله فمن والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد استخف بحق الله تعالى . وقد نقلصاحب كتاب الفواكه الدواني قول أهل العلم : بأنّ غيبة العالم وحامل القرآن أعظم منغيبة غيرهما . أهـ ومع ذلك فإنّ على صاحب القرآن أن لا يغترّ بحقّ وحرمة الحفظةفلربما أخرجه عدم الإخلاص من بينهم .