فتحت صفحتها على الفايسبوك ، إنتظرت بشغف أن يظهر جديد التعاليق و طلبات الصداقة على حائطها ،
صعقت وهي تتجول بالفأرة على صفحتها ، أطفأت شاشة الحاسوب ثم نهظت بسرعة و نبضات قلبها تتسارع أكثر و أكثر ..
أحكمت إقفال باب غرفتها مخافة أن تكتشف أمها سرها الرهيب ، ثم عادت إلى فتح الحاسوب مجددا
و التحقق جيدا مما رأته عيناها ، لم تصدق ما رأت عيناها ... حاولت مرارا التأكد من الصور الثلاث التي وضعت في صفحتها ،
كانت هي رفقة صديقها في إحدى الحدائق مستسلمان للحظات من المتعة و التقبيل غير مهتمين بما يدور حولهما ..
لم يكتف هذا الشخص المجهول بنشر الصور فقط في صفحتها ، بل نشرها أيضا في صفحة خاصة بالمدينة التي تقطن بها .
صورا مرفقة برابط حسابها و عنوانها و رقم هاتفها ... حالة من الفزع و الخوف إنتابتها خشية أن يرى والدها أو شقيقها الأكبر
صورا في وضع أقل ما يقال عنه أنه حميمي ، الحل كان بادئ الأمر تعطيل حسابها وإزالة كل صورها و تغيير رقم هاتفها ..
إلا أنها لم تحس أبدا بالراحة ما جعلها تقدم على التغيير من شكلها ،حيث أضافت على شعرها الأسود خصلات صفراء ،
كما وضعت عدسات خضراء تخفي بهما سواد عينها .. رغم هذا فإنها كلما خرجت كانت تظن أن الكل يراقبها وينظر إليها ،
سيطرت هذه العقدة على تفكيرها لدرجة أنها نجحت في إقناع والدها بالإنتقال لإحدى المدن الأخرى من أجل التسجيل في أحد المدارس العليا ..