طيط ,, طيط ,, طيط ,, هذه الرنات كانت كفيلة بخلخلة موازين قلبي ,, وجعله يتراقص على أنغام اللهفة والانتظار ,,
قد تكون الرنات واحدة ,, لكن رنتك كانت مميزة ,, أكاد أقسم أن رنة انتظارك تجعل قلبي يدق أضعاف وأضعاف دقاته المعتادة ,,
مرت سنوات وفي كل ليلة أقرر أنني الليلة سأغير التقويم ,, سأكسر عادتي ,, لن أذرف دموعا بعد اليوم ,, فدموعي الليلية لن تعيد ما مضى ,, نظرتي الحزينة لن تزيل الأقنعة ,, وانحدار ظهري بفعل جبال الهموم لن يعيد الغائبين ,, إلى متى هاته الدوامة ؟ سنوات مرت والراحة لم تعرف طريقا إلى بالي ,, في كل ليلة أقرر أنني سأحط رحالي في مدينة النسيان لكن يخطئ من يعتقد أننا عندما ندخل مدنا جديدة نترك ذاكرتنا في المطار ,,
في كل صباح أول ما يخطر ببالي أنك , ربما , تخطئ مرة وترسل بمحض الصدفة رسالة تنبئني أنني ما زلت "على البال" أو مجرد مجاملة كصباح الخير ,, من يعلم , ربما , ..
ليتك تعلم كم هو مؤلم أن ننتظر شخصا بفارغ الصبر , وفي النهاية تعلم أنه يتعمد تجاهلك ,, لكنني لن أمل يوما من الانتظار , سأنتظر ,, سأنتظر يوما تراقصني فيه على نغمات " كلمات لماجدة الرومي " فقد مللت تخيل رقصتنا وأنا أستمع لها "وحيدة" ,, أنهكني الانتظار فخيالك لا يزال يتراقص على خشبة ذاكرتي,,
أدمنت لعبة الانتظار .. وأدمنت أكثر صوتك الذي يحملني لعوالم أخرى ,, ولا أجد ما يخفف ويحفظ كبريائي عني سوى أن أتصل من رقم مخفي ,, فقط لأسمع كلمة واحدة ,, كلمة كفيلة بشحن رصيد الشوق لدي ,, أصبحت أتصل أكثر من مرة في اليوم ,, لكنك لم تعد تجيب ,, تمنيت لوهلة أنك توفيت ,, أبكي عليك أسهل من أن أبكي منك ,, أذرف دموع الحسرة وأنت بين التراب أهون علي من أن أذرفها وأنت بين ذراعي أخرى ,, لكنني علمت مرة عن طريق الصدفة أن الاتصالات المخفية أصبحت تزعجك لذا ستتجاهلها ,,
أتساءل ,, هل خطر ببالك يوما أن أكون أنا المتصلة؟ سؤال سخيف ,, كيف أخطر ببالك وأنت محوتني من أجندة أولوياتك بل ومن اهتماماتك ؟
ما يؤلمني حقا هو أنك لن تجد من تحبك , وتدمنك وتخشى عليك كطفلها مثلي,,هل تعلم أن كل غياب تجاوزته ,, غيابك فقط من تعثرت به ؟
أتراك ناديت تلك "الجديدة" باسمي ؟ ألم تخبرني يوما بأنني الوحيدة التي تناديها بذلك الاسم ؟ ألم تعدني أنه لن يشاركني فيه أحد ؟
ليتك تعلم أن الوجه الآخر لعملة الألم هي هاته التساؤلات ,, في غيابك أصبح يلتبس علي الشك باليقين ,,
لم أتخلص بعد من إدماني,, ما زلت كل يوم أتصل ,, أعلم أنك لن تجيب ,, لكن رنات انتظارك تخفف من وطأة حنيني ,, ألم أقل أنها مميزة ؟