ضحية جديدة
حدث يوم 17./1. فى مزلقان ارض اللواء بمحافظة الجيزة والذى شهد قبله بيوم
اى فى اليوم السابق له حادثة بشعة ومروعة حين اصطدم القطار رقم 79 ركاب
القادم من الصعيد بسيارة اجرة تاكسى اثناء عبورها المزلقان ودهسها وجرها
اسفل عجلاته وعلى القضبان الى ميدان لبنان لمسافة تقترب من ثلاث كيلومترات
مما اسفر عن مقتل ركابها الاربعة وهم من اسرة واحدة وتناثر الاشلاء
ونظرا لان اهالى المنطقة تاثروا بهذا الحادث لما قاموا بجمع الجثث
فقد تجمع عدد منهم فى هذا اليوم على المزلقان ذاته بقصد قطع الطريق الى ان يتم
اصلاح منظومة السكة الحديد.. وصمموا على ذلك ......
الا ان اخرين من اهالى المنطقة ايضا..وربما من حزب الحرية والعدالة الحاكم
تجمعوا ايضا لمنع.. قطع السكة الحديد.. واثناء تدافع كل من الفريقين للاخر
جاء القطار القادم من الاسكندرية.. ورفض السائق التوقف واستمر فى السير
ففر قفزا بسرعة الطرفين.. بالهرب من امامه...الى جانبى السكة الحديد
الا انه للاسف ..كان هناك حمارا.. مشاركا للاهالى فى.. تجمعهم
على السكة الحديد...ظل واقفا فى مواجهة القطار...ولم يفر مثل من فر..
. ربما كان متحديا.. او غير مباليا.. فصدمه القطار..ولقى مصرعه على الفور... ...
انتابت صاحب الحمار حالة من الهياج والغضب...وهوشاخص فى بقايا حماره
تمتلئ عيناه بالدموع وهو يزعق بصوت مرتفع كانه يلوم نفسه ويلوم حماره قائلا
احنا كان مالنا.. ومال الاعتصامات.. والمظاهرات..والسياسة واللى جالنا من السياسة
هيه الحكومة كانت سمعت لحد من قبل لما حتسمع لحد من بعد...ولا هى سمعت لميدان
التحرير.. لما تسمع لحد من المزلقان...اذا كانت المظاهرات مستمرة منذ شهر فى كل مكان والحكومة مش قادرة تفهم طلبات المتظاهرين.... تيجى انت يا حمار عاوز تفهم الحكومة....اهى برضو ..مافهمتش ...يا سى حمار....حد يقف قدام القطار....
احضر زميل له حماره وكارته وساعده فى نقل اشلاء حماره الى حيث مثواها
ونظرا لان الحكومة لن تترحم على الحمار.. و لن تعيره اى اهتمام
سواء كان حضوره متضامنا مع الاهالى.. المطالبين .. بقطع
السكة الحديد حتى يتم اصلاحها...او كان معارضا لقطعها مراعاة
للوائح الحكومية..وتنفيذا لاوامرها..ومحافظا على النظام العام
فانها ايضا لن تراعى صاحب الحمار بالتعويض رغم انه فقد راسماله
وربما حرفته الوحيدة... التى يتكسب من ورائها لقمة عيشه....
بل ربما لو عرفت اسمه وعنوانه لقبضت عليه وحققت معه بتهمة التعدى
هو وحماره مع اخرين على السكة الحديد والاعتصام على قضبانها والشروع
فى اعاقة وتعطيل المرفق العام اى قطارات السكة الحديد عن العمل وربما حكمت عليه
المحكمة بتعويض ما لحق السكة الحديد من خسائر وما فاتها من كسب
لذا فى هذا الموقف لا نملك الا ان نهمس فى اذن صاحب الحمار
مهنئين له بالسلامة اذ لم يكن على ظهر الحمار وفى ذات الوقت
نعزيه..فى مصابه.... ونسال الله ان يعوضه خيرا منه بحمار ان لم يكن حصان
يسمع كلامه ويبتعد تماما عن المظاهرات والاعتصامات.............