قصة جميلة من كتب الأدب
سئل أحد الحكماء يوماً: ماهو الفرق بين من يتلفظ بالحب و من يعيشه ؟
قال الحكيم سوف ترون الآن
و دعاهم إلى وليمة و جلس إلى المائدة و أجلسهم بعده
و بدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم و لم ينزلوها بعد إلى قلوبهم
ثم أحضر الحساء و سكبه لهم ، و أحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر
و اشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة
حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا , فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض
و قاموا من المائدة جائعين
قال الحكيم و الآن انظروا
و دعى الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ، و قدم إليهم نفس الملاعق الطويلة
فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته و ملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ، و بذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله
وقف الحكيم و قال للذين سألوه حكمته و التي عايشوها عن قرب
من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعاً ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معاً
فمن يعطي هو الرابح دوماً لا من يأخذ
_________________