الإمام ابن عثيمين يكشف شبهات التكفيرين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
السلام عليكم و رحمة الله
الإمام ابن عثيمين يكشف شبهات التكفيرين
ورد سؤال إلى فضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – مفاده:
سمعت بعض طلاب العلم يقول أنه يجوز الخروج على ولي الأمر الفاسق ولكن بشرطين :
1- أن يكون عندنا القدرة على الخروج عليه
2-أن نتأكد أن المفسدة أقل من المصلحة
وقال
هذا منهج السلف، نرجو توضيح هذه المسألة حيث أنه ذكر الفاسق ولم يقل ما
رأينا عليه الكفر البواح، أوضحو ما أشكل علينا يرعاكم الله.
وقال أن مسائل التكفير في من لم يحكم بما أنزل الله من الحكام اجتهادية.
وقال أن أكثر أئمة السلف يكفرون من لم يحكم بما أنزل الله مطلقاً، أي: لم يفصلوا في من حكم.
والسؤال مهم جداً حيث أنه اتصل بي شباب من بلاد أخرى ويريدون الجواب هذه الليلة.
نقول – بارك الله فيك – أن هذا الرجل لا يعرف من مذهب السلف شيئاً، والسلف
متفقون على أنه لا يجوز الخروج على الأئمة أبراراً كانوا أو فجاراً وأنه
يجب الجهاد معهم، وأنه يجب حضور الأعياد والجمع التي يصلونها هم بالناس –
كانوا في الأول يصلون بالناس – وإذا أرادوا معرفة شيء من هذا فليرجعوا إلى
العقيدة الواسطية حيث ذكر أن أهل السنة والجماعة يرون إقامة الحج والجهاد
والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً – هذه عباراته رحمه الله - .
يقول له إنما ذكره هو منهج السلف ! نقول هو بين أمرين إما كاذب على السلف أو جاهل بمذهبهم.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وقلت إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان )) فكيف يقول هذا الأخ أن منهج السلف الخروج على الفاسق؟!
يعني أنهم خالفوا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام صراحةً.
ثم
إن هذا الأخ في الواقع ما يعرف الواقع، الذين خرجوا على الملوك سواء بأمر
ديني أو أمر دنيوي هل تحولت الحال من سيء إلى أحسن، نعم، أبداً.
بل من سيء إلى أسوء بعيداً، وانظر إلآن الدول كلها تحولت إلى شيء آخر.
أما من لم يحكم بما أنزل الله:
فهذا أيضاً ليس بصحيح، ليس أكثر السلف على أنه يكفر مطلقاً، بل المشهور عن ابن عباس أنه ( كفر دون كفر)، والآيات كلها في نسق واحد {الكافرون}، {الظالمون}، {الفاسقون}،
وكلام الله لا يبطل بعضه بعضاً؛ فيحمل كل آية منها على حالٍ يكون فيها في
هذا الوصف؛ تحمل آية التكفير على حال يكفر بها، وآية الظلم على حال يظلم
فيها، وآية الفسق على حال يفسق بها. عرفت.
وأنا أنصح هؤلاء الأخوان قل
له أن يتقي الله في نفسه، لا يغر المسلمين، غداً تخرج هذه الطائفة ثم
تُحطّم، أو يتصورون عن الأخوة الملتزمين تصوراً غير صحيح، كله بسبب هذه الفتاوي الغير صحيحة.
ثم سأله أحد الحضور (السؤال غير واضح)
فأجاب:
الجواب
أن هؤلاء يجتهدون ويخطؤن – هذا الجواب – نحن عندنا أدلة من القرآن والسنة
ثابتة راسخة، والاجتهادات ... الخوارج كانوا أولاً مع علي بن أبي طالب،
وخرجوا معه إلى الشام، ولما حصل التحكيم انقلبوا عليه وكفروه هو ومعاوية
وكل من معه، آراء هذه شاذة.
والله يا أخوان أنا أقول إياكم إياكم،
احذروا الفتن، البلاد والحمد لله آمنه مطمئنة، كل يتمنى أن يعيش فيها، حتى
الدول التي ما فيها... يتمنون أن يعيشوا في هذه البلاد، احفظوا النعم، أخشى
إن حدث حادث – لا قدر الله أن يقضية – يحصل شر كبير، عليكم بالرفق عليكم
بالتأمل عليكم بالتدبر عليكم بالأشياء ماالذي ينتج عن هذه المسألة، ينتج شر
كبير، ولا أحد يستطيع أن يقابل دولة، ... ، فهذه المسائل يجب أن تلاحظوها.
والإنسان العاقل المؤمن لا يقدم على شيء إلا بشرطين:
الأول: أن يرى أن أحسن من الحال الواقع.
الثاني: أن لا يترتب عليه مفسدة أكبر.
نحن لانشك أننا مقصرون – كلنا حكّاماً ومحكومون- لكن إلى الله المشتكى.