الدّعوة والدّعاء من شرع الله لجميع عباده
الدّعوة والدّعاء من شرع الله لجميع عباده
أ- زارني عربي مسلم أثناء إجازته الصيفية من دراسته في الخارج وعرفت منه أنّه يَجْتنب زيارة أهله لأنّهم ـ وإن انتموا إلى
الإسلام ـ لا يدينون دين الحقّ، فرأيت له زيارته والإحسان إليهم، والدّعاء لهم بالهداية، ودَعْوتَهم لما هداه الله إليه من الحقّ
بنصوص الكتاب والسنة، فأظهر يأسه من هدايتهم لأنهم من طائفةٍ خارجةٍ عن السُّنّة والجماعة، تأخذ دينها من إحدى طوائف
الضلال في بلاد العجم.
وفارقني مُصرّاً على رأيه وعَزْمه طالباً مني عرض قضيّته على الشيخ ابن
باز (رحمه الله)، فوعدته خيراً، واستودعت الله دينه وأمانته وخواتم عمله.
وثبَتُّ على ما ظهر لي من نصوص الوحي وفقه أئمة القرون المفضّلة في هذه
النصوص ولو خالفها أكثر (أو كلّ) دعاة الحزبية والفكر اليوم:
1- جميع المرسلين بذلوا الدّعوة والدّعاء والإحسان لكلّ من أُرسِلُوا
إليهم ـ بأمر الله ـ مهما بلغت معاصيهم وشرُّها (القاسم المشترك بين أهل
الضّلال منذ قوم نوح): عبادة غير الله بدعاء أصحاب القبور (من الأنبياء
والصّالحين)، وتعظيم أضرحتهم ومقاماتهم ومزاراتهم ومشاهدهم، وطلب المدد
منهم والذبح والنذر لهم، فما دون ذلك، قال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، وقال تعالى عن الوالدَين: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان: 15]، وقال تعالى عن الجميع : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]، وقال تعالى عن أولي العزم من الرّسل ومكذّبيهم {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} [الأحقاف: 35] أي العقوبة (ابن كثير).
ولكنّ الدّعاة المحدَثين ـ بحماسهم وقلّة علمهم وفقههم في الدين يخالفون
شريعة الله؛ فيصرفون الدّعوة والدّعاء عن مخالفيهم، وكان النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ يحكي نبيّاً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدّم عن
وجهه ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون" متفق عليه.
وعَلِم الشيخ ابن باز رحمه الله أن أحد دعاة إدارته ترك الخطبة يوم الجمعة
خشية أن يؤمر بالدّعاء لرئيس ضالّ، فأمره أن يخطب وأن يدعو للرئيس ـ قبل
أن يُؤمر ـ لعل الله أن يردّه إلى الهدى بدعائه له.
2- أن الدعاة إلى الله من الرسل فمن دونهم مسئولون عن البلاغ لا عن نتائجه فأمرها لله وحده، قال الله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} [الشورى: 48]، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: 56].
3- أنه ليس للرّسول أن يدعو على قومه حتى يُوحى إليه: {أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ}
[هود: 36]، وروى أحمد والبخاري وغيرهما أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قَنَتَ مرّة يلعن فلاناً وفلاناً وفلاناً، فنزل قول الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
[آل عمران: 128]، وقد تاب الله عليهم، وفي رواية لأحمد وغيره: أنها نزلت
يوم كُسرت رباعيّة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشُجّ وجهه يوم أُحُد
فقال: "كيف يُفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربّهم عزّ وجلّ؟"
فكيف بالدّعاة بعد انقطاع الوحي؟ ولكنّ الدّعوة على غير منهاج النبوة
أنْسَت الدّعاة شرع الله، فدعوا على أعدائهم ولم يدعوا لهم ولم يدعوهم.
4- أن العبرة بما يظهر على جوارح العبد من قول أوعمل سواء ورث عنوان السنة
أو البدعة، أمّا القلوب وما تنطوي عليه من نيّة أو اعتقاد فأمرها إلى الله
وحده، ولا يجوز لعباده منازعته فيها ولا في غيرها، بدليل إنكار النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ على أسامة قتل من قال: لا إله إلا الله من جيش
المشركين في الحديث الصحيح الصّريح: "فهلاّ شققت عن قلبه؟".
ب- واستجابة لطلب الأخ المذكور من جهة، ورغبة في معرفة حقيقة الأمر من جهة
أخرى زرت الشيخ ابن باز رحمه الله ووجدت في مكتب بيته مجموعتين من الأوراق
عن الطائفة المعنيّة، تضمّ ما ورد إليه من معلومات عن الطائفة، وما رآه في
أمرها:
1- يأخذ أهل المنطقة المنتمين إلى السنة على الطائفة الجمع الدائم بين
صلاة الظهر والعصر، والجمع بين صلاة المغرب والعشاء، وهو في الظاهر جمع
صوريّ تصحّ الصلاة به ولكنّه مخالف للسنة التي عاش ومات عليها رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ومتّبعو سنته في القرون المفضّلة، والأفضل
الصلاة في أول وقتها إلا لحاجة أو ضرورة.
2- يأخذون عليهم صيام شهر رمضان كاملاً أبداً (بصرف النظر عن رؤية الهلال) محتجّين بقول الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ}
[البقرة: 185]، وإنما تكمل العدّة برؤية هلال شوال أو بصيام يوم الثلاثين
إن تعذّرت الرؤية عملاً بأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتباعاً لسنته
وسنة خلفائه وفقه الأئمة في الدين، وفي هذا السياق تُكمَل العدة بقضاء ما
لم يُصَمْ لمرض أو سفر (ابن كثير).
3- يأخذون عليهم الإصرار على ترك صلاة الجمعة وخطبتها بحجة شرط (المِصْر
الجامع) الذي قال به بعض المنتمين للسّنّة، ولم يَرِدْ به نص في الكتاب ولا
في السنة وقد قال الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء: 59].
4- يأخذون عليهم استقلالهم بمساجد خاصة بهم، وفي هذا كما فيما تقدّمه خروج عن جماعة المسلمين وولاة أمرهم، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159] وبخاصة في بلد ودولة ميّزهما الله بالوحدة على التَّوحيد والسنة من أول يوم.
5- وأهون مما تقدّم: يأخذون عليهم التميّز بعدم الجهر بآمين في الصلاة
الجهرية وإرسال اليدين بدل قبضهما أثناء القيام في الصلاة، وقد قال بمثل
ذلك بعض مقلّدي المذاهب من أهل السنة وغيرهم وهو خلاف ما ثبت من السنة.
ج- استفتى أهلُ السنة ممن يجمعهم بهذه الطائفة القبيلة والمنطقة: هل يجوز
لهم معاشرة أهل هذه الطائفة ومؤاكلتهم ومصاهرتهم مع ثبوت المخالفات
المذكورة وإضافةً إليها: اتّهامهم بسبّ بعض الصحابة سرّاً، ونيتهم الانفراد
عند صلاتهم جماعةً مع أهل السنة، وفساد معتقدهم الباطني الذي لا يستطيعون
إظهاره لتميُّز الدولة بمنع الشرك والبدعة؟
فأجابهم الشيخ ابن باز بجواز معاشرتهم وأكل ذبيحتهم ومصاهرتهم والصلاة خلف
إمامهم ما لم يظهر منهم شرك صريح مثل تأليهِ أو دعاءِ مخلوق.
د- واستأذنتُ الشيخ رحمه الله في زيارتهم وما قد يتبع ذلك من الصلاة معهم
ومؤاكلتهم فأذِنَ لي مؤكّداً فتواه السابقة؛ فاخترت لي صاحبين من خير من
عرفت من الدعاة جمعاً بين العلم والعمل والخُلُق: إسماعيل بن عتيق ويوسف
الملاحي جزاهما الله خير الجزاء.
هـ- فور وصولنا المنطقة بدأنا بزيارة رئيس المحاكم وأحد كبار موظفي
الإمارة لما عُرف عنهما من فضل ورغبة في الخير، وحسن معاملة للجميع، وإحاطة
بأحوال الطائفة، وكان الاثنان عند حسن الظن بهما، فيسّرا لنا سُبُل
الاتصال بمختلف الجهات المعنية ورافقانا في زياراتنا لزعماء الطائفة.
و- زرنا مؤسسات الدعوة المسئولة عن إبلاغ دين الله لجميع عباده: مكتب
الدعوة وهيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر لنعرف وجهة نظر الدعاة
المحليّين وسابق جهدهم في بيان الحقّ لأفراد وقادة الطائفة.
ز- وزرنا المؤسسات التعليمية: إدارتي تعليم البنين والبنات، ولأن موظفيهما
من الطائفتين؛ صلينا معهم وذكّرنا أنفسنا وذكّرناهم بشرع الله وآلائه
وأيامه، وبيَّنا أن الخلاف الديني لا يمنع التواصي بالحق والتواصي بالصبر
بل يدفع إليه، ولا يمنع الموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى بل يدفع إليها،
وأن بعض الخلاف (في مثل سُنن الهيئات) أمرُه واسع فلا يجوز أن يكون سبباً
للفُرقة والعداوة بين من ينتمون إلى الإسلام.
ح- وفق نصيحة رئيس المحاكم كان رئيس الطائفة الديني أول من زرناه منهم ثم
زرنا من كان حاضراً من الرؤساء القبليّين ولقينا من الجمع حسن الاستقبال
والاحترام والإكرام، وكان ملخص الحديث معهم: تأكيد الالتزام بأحكام
الاعتقاد وأحكام الشريعة الأهمّ فالأهم: الاعتقاد ثم العبادات ثم المعاملات
والالتزام بالفرائض والواجبات، واجتناب كبائر الإثم والفواحش، والتذكير
بالاستزادة من نوافل العبادة والابتعاد عن المكروهات، مع مراعاة شرع الله
فيما يتطلبه الالتزام من حزمٍ وسدٍّ للذرائع، وما يتطلبه التذكير من يُسر
وسعة.
ط- وكنا نكِل السرائر للمطّلع عليها وحده سبحانه، ونقبل تأكيد الجميع
موافقتهم جماعة المسلمين في الاعتقاد القائم على شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله، وزيادة في التوكيد: يلعنون من يخالف شرع الله تعالى
وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولكنهم يثبتون مخالفتهم المنتمين للسنة
من أهلهم بالجمع أحياناً بين الصلاتين، والتقيد بصوم ثلاثين يوماً، وبترك
صلاة الجمعة وما دون ذلك تقليداً لمذهبهم.
ي- صلينا مع أفراد الطائفة في أحد مساجدهم صلاة المغرب، ولاحظنا نظافة
المسجد وعدم الإسراف في بنائه وتأثيثه، وعدم وضع شيء على جدرانه من القرآن
أو أسماء الله أو رسوله أو الصالحين مما ابتدعه المنتمون للسنة والبدعة في
أكثر بلاد المسلمين، وقد أُذّن للصلاة فوق المئذنة دون مكبِّر للصوت، وكذلك
أقيمت الصلاة بصوت منخفض، ولم نسمع أي زيادة ( في النداء أو الصلاة) عن
شرع الله، ولا اختلاف في التوقيت، ولم تُجمَع العشاء مع المغرب، وكانت
الصلاة خفيفة جداً، وبعد التسليم قام الجميع لصلاة النافلة بما لا يقل عن
عشر ركعات (ولعلّ ذلك موافقة لما كان يأخذ به أكثر العبّاد من أهل السنة من
حديث ضعيف). وعدم تبليغ الإقامة والصلاة خارج المسجد أقرب للشرع والقصد
ولكن مخالفي الطائفة يظنون أن السبب: إخفاء الإضافات المبتدعة على الأذان
والإقامة التي لا تُجيز الدولة السُّنيَّة إظهارها، والله أعلم.
ك- ولأننا على سَفر فقد صلى بعضنا معهم يوم الجمعة صلاة الظهر في المسجد
الجامع، ويفد إليه المصلون من القرى والبوادي والمزارع من أول الضحى،
ويشتغل بعضهم بالتلاوة والنوافل في المسجد، وبعضهم يتبادل الأحاديث خارجه
حتى يؤذّن للصلاة بعد الزوال، وبعد صلاة الفريضة أربع ركعات بلا خُطبة
وصلاة النافلة يعودون لما كانوا فيه من قبل حتى يؤذّن لصلاة العصر.
وكانوا ـ مثل المبتدعة في بلاد العجم ـ يسجدون سجدة واحدة بعد التسليم من
كل نافلة يُسمّيها بعضهم: (سجدة الدعاء)، وكل السجود للدعاء: "فأكثروا فيه من الدعاء فقَمِنٌ أن يُستجاب لكم".
ل- من كل ما سمعناه منهم وعنهم، ومن كل ما تعلّمناه أثناء وجودنا بينهم،
يتأكد لنا أنّهم طائفة خارجة عن السنة والجماعة، ولكنهم:
1- أكثرهم ـ في هذا العصر ـ يجهلون أنهم على ضلال، ويحسبون أنهم على
الهدى، وقد تنحصر معرفة ما هم عليه في رؤسائهم ومن يحيط بهم.
2- يخفون من الضلال أكثر مما يُظهرون؛ لأن الدولة التي تحكمهم لا تجيز
مظاهر الشرك والابتداع الظاهرة في أكثر بلاد المسلمين من أوثان الأضرحة
والمقامات والمزارات والمشاهد، وزوايا وحضرات التصوف وموالد الغلوّ، وغير
ذلك من الخرافات والإضافات على الدين.
3- يجمعهم التعصّب الطائفي والقبيلي على مذهبهم الباطني دون إحاطة
بتأويلاته الضالة ولا معرفة بانحرافه عن منهاج النبوة، ويغذيه التقليد
الجاهل الذي كان من أقدم أسباب الضلال: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} [الزخرف: 22]، ولا يزال كذلك .
4- يشارك العلماء وطلاب العلم الدعاة إلى الله من أهل السنة في إثم بقاء
هذه الطائفة على ضلالهم باجتنابهم دعوتهم والدّعاء لهم بالهداية، وهذه
مخالفة عامّة لشريعة الله ومنهاج النبوة كما تقدم يقترفها الأئمة في دعاء
القنوت والخطباء في خطبهم يوم الجمعة فهم يخصُّون أهل السنة بالدعاء
(بالنصر والهداية وهي وحدها طريقُه) ويخصون أهل الفِرَق والمِلَل الأخرى
بالدعاء عليهم بما لا يخلو من الاعتداء الذي نهى الله عنه، وكأنما يتمنّون
لهم دوام الضلال وهي أمنية إبليس لذريّة آدم، أعاذ الله الجميع من شر
الشيطان وشركه.
م- ودَّعْنا الجميع بالدعاء لهم أن يجزيهم الله عنا بهدايته وتوفيقه وأن
يدلهم الله على صراطه المستقيم ويثبِّتهم عليه، وقدّمنا للشيخ ابن باز رحمه
الله تقريراً تضمّن:
1- أبرز ما شهدناه أثناء زيارتنا من قول وعمل.
2- أن على الدّعاة الحكوميّين والمتطوعين التنبه إلى خطأ قصر الدعوة على
طائفة من المنتمين إلى الإسلام أو غيره دون غيرها؛ فالله أرسل رسوله (قدوة
الدعاة) إلى الناس جميعاً، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} [سبأ: 28] فجميع البشر منذ بُعِث حتى قيام الساعة أمَّته التي أُرسل يدعوها إلى الإسلام.
3- تألُّف هذه الطائفة وأمثالها بالمعاملة بالحسنى والتعاون على الخير
والصلاة في مساجدهم (ما لم يظهر منهم شرك بواح مثلهم مثل المنتمين إلى
السنة) والتذكير فيها بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان أحكام الاعتقاد
والعبادات والمعاملات بأدلّتها من الكتاب والسنة بفهم فقهاء الأمة في
القرون المفضلة.
4- تكاتُف الدّعاة من المتطوعين ودعاة الدّولة من وزارة الشؤون الإسلامية
ورئاسة الهيئات وغيرهم بإشراف الإمارة أو رئاسة المحاكم لجبر النّقص في
الدّعوة والدعاة وسدّ ثغرات التفرّق في الدين: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [ الروم: 32].
هدى الله الجميع وشرح صدورهم للدين الحق، وصلى الله وسلم وبارك على محمد
عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته إلى يوم الدين.