عيادة المريض
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
خطبة عن فضل زيارة و عيادة المريض
ملخص الخطبة
1- حق المسلم على المسلم. 2- فضل زيادة المريض. 3- آداب زيارة المريض. 4- إهداء المريض. 5- رقية المريض. 6- دعاء المريض وفضل المرض.
أما بعد:
فاتقوا
الله معشر المسلمين، واستعينوا بخالقكم فى كل أموركم واستنيروا بسنة
نبيكم، فقد كان أنفع الناس للناس وأكثرهم برا وصلة له ولا سيما عندما
يعتريهم أمر الله وقدره من موت أو مرض، فقد كان يعود المريض مسلما أو
يهوديا، وكذلك كل من تربطه به صله إذا مرض لا تمنعه كثرة مشاغله عن هذا
الواجب ولا إدارة الدولة الإسلامية عن ذلك، مع أنه كان كثير الأهل عظيم
العشيرة محبوبا إن تكلم أو سكت، محاطا بالناس إذا قام أو قعد عظيم الذكر
والعبادة واسع الخطو فى الغزو وفى الفتوح -بأبي هو وأمي وولدي ونفسي والناس
أجمعين - .
بين لنا الرسول حق المسلم على المسلم فقال: ((حق المسلم على المسلم رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس))(3)، رواه الشيخان.
ولا يلزم كما هو ظاهر من الحديث أن يكون المسلم من معارفه وإنما يكفى وصف الإسلام: ((حق المسلم على المسلم)) لقيام
هذه الحقوق لإخواننا المسلمين علينا، فإذا كانت صلة قرابة أو صلة جوار أو
أخوة أو معرفة فإن ذلك الحق يعظم بمقدار عظم تلك الصلة.
وحديث آخر يرويه البراء بن عازب عن النبي يقول: ((أمرنا رسول الله بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإبرار القسم ونصرة المظلوم وإجابة الداعى وإفشاء السلام))(1) رواه الشيخان.
إن زائر المريض يحظى ويتمتع بثمار الجنة حتى يرجع من زيارته قال الرسول : ((إن المسلم لم يزل فى خرفة الجنة حتى يرجع قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها))(2). رواه مسلم.
وفى فضل زيارة المريض يروي علي عن ابن عمه رسول الله قوله: ((ما
من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده
عشية إلا صلى عليه سبعون ألف حتى يصبح وكان له خريف فى الجنة))(3) رواه الترمذي والخريف الثمر المخروف أي المجتنى.
ومن آداب زيارة المريض المسارعة إلى عيادته وهذا يفهم من قوله ((إذا مرض فعده)).
وهناك أحاديث تدل على أن زيارة المريض تكون بعد ثلاثة أيام من مرضه لما رواه ابن ماجة والبيهقى قال: ((كان النبى لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث))(4)
فإذا لم يكن المرض خطير يخشى على المريض من جرائه الموت ولم يتأذى من الزيارة تكون الزيارة مباشرة.
أما إذا كان المرض عاديا فتكون الزيارة بعد ثلاث، و|لا يترك بحسب سعة حال المريض وبحسب ما تمليه الظروف من سرعة فى العيادة او تأخيرها بعد ثلاث أيام.
ومن
السنة تخفيف العيادة ولاسيما عند ضعف المريض أو عند كثرة الزوار أو عند
ضيق المكان، ويكون الدخول |لى المريض بحسب حالته واحتياجه لما روي عنه عند الحاكم أنه قال: ((زر غبا تزدد حبا))(1).
ومن
أعظم ما يهدى للمريض عند الدخول عليه الدعاء له، لا تهريب ما منعه الأطباء
منه من شراب أو غذاء، لاسيما إن كان محرما كدخان أو نحوه.
ويفعـل الزائر كما كان يفعل النبي يمسح يده اليمنى عليه ويقول: ((أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما))(2) أو يقول سبعا: ((اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك)) عن ابن عباس عن النبى قال: (( من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض))(3)، رواه أبو داود.
ومما يهدى إلى المريض تذكيره بوصية النبي في الاستشفاء فقد جاء عثمان بن أبي العاص إلى النبى يشكوه وجعا فى جسده فقال له: ((ضع يدك على الذى يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر))(4) رواه مسلم.
ومن
الود والأدب أن يسأل المسلم أهل المريض عن حاله، فقد سأل الناس عليا لما
خرج من عند النبي في مرضه فأجابهم على بقوله: (يصبح بحمد الله بارئا).
قال رسول الله: ((إن
الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يارب كيف
أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما
علمت أنك عدته لوجدتني عنده))(1)رواه مسلم.
ويستحب قعود الزائر عند رأس المريض، ويستحب تطييب نفس المريض بالشفاء العاجل والعمر الطويل: ((إذا دخلتم على مريض فنفسوا له في أجله (بطول العمر) فإن ذلك لا يرد شيئا ويطيب بنفسه))(2) رواه ابن ماجة والترمذي.
ويقال له: ((لا بأس طهور إن شاء الله تعالى)).
طلب الدعاء من المريض: ((إذا دخلت على مريض فمره أن يدعوا لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة))(3) رواه ابن ماجة والنسائي.
تذكيره بلا إله إلا الله عند الاحتضار.
((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله))(4).
((من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة))(5).