لقد تحدى الجميع واعتنق الدين الحنيف، فدخل نور الإيمان إلى قلبه، ومنذ ذلك اليوم وهو يعمل مؤذنًا ومقرئًا للقرآن ويقوم بتحفيظ كتاب الله الكريم، فضلاً عن أنه يعمل داعية للإسلام، وقد اهتدى على يديه خلق كثير..
إنه إبراهيم بن إسماعيل بولات من أوزيك (أوزبكستان). إن رحلته مع الحق جاءت في وقت مبكر منذ كان صبيًّا في الثالثة عشرة من عمره، في هذه السن الباكرة بدأت الأسئلة القلقة تعصف بعقله وقلبه وكيانه كله. كان يتعامل مع المسلمين من بني وطنه فيجد فيهم مودة ورحمة، كانوا يجلون الكبير، ويرحمون الصغير، ويعودون المريض، ويعطفون على المسكين. رآهم يتزاورون ويحب بعضهم بعضًا، والأهم أنه رأى فيهم حرصًا على الدين واستمساكًا بحفظ القرآن وأداء الصلوات برغم القهر الشيوعي الملحد الذي كان يمنع كل شكل من أشكال العبادة منذ وَلِي السلطة في البلاد، ولكن المسلمين الذين عرفهم لم يكونوا يرهبون هذا الإلحاد ولا رجاله، بل كانوا أقوياء بدينهم أعزة بما يؤمنون به، وكان فيهم كبرياء جميل يعلو فوق كل صغار الناس والأشياء من حولهم. في المقابل كان الفتى يجد آباءه وأجداده وبني عشيرته من اليهود يخضعون في ذلة، وينافقون في رياء، وكان كل منهم يكنّ الكره لأخيه، والحقد للجميع من حوله. ومع سنوات العمر والنضج العقلي بدأ الفتى يقرأ ويسمع ويقارن، راح يسأل ويبحث ويُعمِل عقله فيما يأتيه من إجابات. وكانت الحقيقة أمامه أوضح من كل بيان، لقد وجد أن اليهودية -كما يتبعها ذووه- ليست إلا مجموعة من الأساطير والخزعبلات التي لا تقنع مؤمنًا يبحث عن الحق، وفي المقابل وجد في الإسلام إيمانًا وقوة ونورًا فعرف أنه الحق، واتخذ قراره بالفعل، فاعتنق الإسلام. لقد حدد مصيره بقوة وشجاعة وهو يعلم العنت من الحزب الشيوعي أولاً ثم من أهله وجيرانه اليهود ثانيًا، ولكنه لم يبال بشيء، بل أعطاه الإيمان قوة ومنعة جعلتاه محور أفئدة الناس. وما كان منه إلا أن أقام وليمة كبرى دعا إليها كل أهل البلدة؛ ليعلم الجميع أنه أصبح مسلمًا يدعو إلى الحق. وكان أول من دعاهم هم أهله وعشيرته، فأسلمت زوجته وأبناؤه، ولم يزل بأبيه حتى أسلم هو الآخر قبل أن يموت بشهرين. ماذا كنت تعمل قبل الإسلام؟ كنت حاخامًا في معبد، وأعمل نساجًا في مصنع بالمدينة، وبعد أن هداني الله إلى الحق تفرغت للدعوة، فأنا أعمل مؤذنًا ومحفظًا للقرآن هنا في الجامع الكبير في مرغلان، فضلاً عن أنني أسعى إلى هداية أكبر عدد من اليهود إلى الدين الحنيف.